الأحد، 30 ديسمبر 2012

الوقت والشر.......... جورج عوض



لأن الأيام شريرة؟
لست أعلم إن كانت الأيام هي التي تزداد شرا مع الوقت، وينحدر الزمن من رديء إلى أردأ، أم أن الإنسان هو الذي يعتق في الشرور؟ هل تحوّل الناس إلى أشرار بسبب أن العالم شرير، أم أن العالم قد أصبح شريرًا بسبب شرور الناس؟ تلك الشرور التي بدأت مبكرًا جدًا مع العائلة البشرية الأولى! لقد قال الله لادم عقب السقوط: " ملعونة الأرض بسببك" (تكوين17:3) وإشـارة أخرى ترد في بدايات سفر التكوين، تبعث على الألم والأسف: " ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم. فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض و تأسف في قلبه" (تكوين 6: 5، 6). وفي فجر العهد الجديد يشير القديس بولس إلى الفساد المستشري آنذاك " لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة .." (عب12: 1) (انظر نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا). فمنذ البدايات والخطية تُعرض نفسها ما بين النجاسة بشتى صورها، والفساد والبحث عن مظاهر اللذة بكافة الطرق، والعنف والمقاتلة. وإلى سبعة عشر من أشكال الخطية يشير القديس بولس قائلًا: " وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى. عهارة. نجاسة. دعارة. عبادة الأوثان. سحر. عداوة. خصام. غيرة. سخط. تحزب. شقاق. بدعة. حسد. قتل. سكر. بطر. وأمثال هذه التي أسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضا أن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله" (غلاطية 5: 19- 21).
وهي شريرة أيضًا: بسبب المفاجآت التي تصدم آذاننا وعيوننا ومشاعرنا كل يوم، من أخبار مؤلمة وحوادث مرعبة لم نكن نتوقعها، ولم نتقابل معها إلاّ من خلال القصص الخيالية والبوليسية لألفريد هتشكوك أو أجاثا كريستي وغيرهم.. الجرائم الغريبة التي نسمع عنها الآن مثل قتل الآباء والأمهات لأطفالهم، وقتل الأبناء والبنات لآبائهم. التلاميذ لمعلميهم والمعلمون لتلاميذهم؟ وحيث ينتشر الفساد والمخدرات، والمواقع  الرديئة مجهولة المصدر على شبكة الانترنت... الخ. حتى أصبح الواقع اليومي للشرّ والجريمة أكثر إثارة للرعب والاستياء من الأفلام وقصص الجيب! وحتى أصبحت عناوينًا تقليدية في الصحف، وأخبارًا لا يتوقف عندها الناس دائمًا بسبب كثرتها!
ومما يجعل الأيام شريرة أيضًا: المفاهيم التي تختلط مع الوقت، ما بين الخطية والخطأ من جهة، وبين الخطأ والسلوك العادي من جهة أخرى. ولأن العالم ُوضع في الشرير (نعلم أننا نحن من الله والعالم كله قد وضع في الشرير" (1يو19:5) ولأن الشيطان هو رئيس هذا العالم، وهو شرير وكذَّاب وأبو الكذاب ومنه تنبع الشرور، وهو يشتكي على أولاد الله ويزرع الخصومات بين الناس، يهيج الأشرار على الأبرار، بينما يشكك الأبرار ويخيفهم. "إنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب" (يو 44:8).
إنها حياة مشوبة بالنقص وعدم الكمال وعدم الثبات، وكل من يرغب في ضمان مستقبله عليه التمسك بالبر والإلتصاق بالمسيح، وليس بهذا العالم الشرير غير الكامل. "اهتموا بما فوق لا بما على الأرض" (كو2:3).

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

ماذا لو ماتت الكنيسة ؟ ..........بقلم جورج عوض

ماذا لو ماتت الكنيسة ؟

 عزيزي القارئ قد يكون عنوان مقالتي صعب ويجعلك تنزعج ولكن دعني أتحدث إليك اليوم عن موضوع في غاية الخطورة فنحن ألان وفى هذه الأيام تواجه الكنيسة محاربات شديدة وشرسة من الخارج ومن الداخل         

ولا سيما من أبناء الكنيسة حيث الصراع الداخلي من داخل الكنيسة وعدم المحبة وارتفاع الذات وانشغال الكنيسة بالأمور السياسية وتصفية الحسابات وترك أهم الإعمال أي العمل الرعوي الذي أوصى بطرس الرسول قائل " ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا، لا عن اضطرار بل بالاختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاط، ولا كمن يسود على الأنصبة, بل صائرين أمثلة للرعية "

(1 بطرس 5 : 2 ،  4 )ولا عجب ما يحدث ألان لان الكتاب المقدس حدثنا عما يحدث ألان ففي سفر رؤيا يوحنا يرسل الله إلى السبع كنائس ويخبرهم عن الضعف الذي يوجد داخل الكنيسة ، ولا أريد أن أخوض في تفصيل ولكن السؤال ألان ماذا لو ماتت الكنيسة ؟ ولكن دعني قبل أن أجيبك عزيزي القارئ عن السؤال بان أقص عليك هذه  قصة يحكا أن في قرية ما كانت توجد كنيسة ولكن شعب الكنيسة قد ابتعد عن الكنيسة بسبب انشغالهم بالعالم ففكر راعى الكنيسة أن يضق أجراس الكنيسة ويقول في جميع القرية بان الكنيسة قد ماتت فانزعجت القرية وانقلبت رئس على عقب وذهبت القرية بأكملها إلى الكنيسة لتحضر صلاة الجنازة ولكي يفهموا ماذا حدث وبدا الجميع واحد تلو الأخر يتوجه إلى النعش الموضوع داخل الكنيسة لكي يرى من يكون الميت وإذا بالمفاجئة حينما نظر شخص داخل النعش يرى نفسه، فقد وضع راعى الكنيسة داخل النعش مرآة حتى يروا أنفسهم داخل النعش، عزيزي القارئ الكنيسة لم ولن تمت الكنيسة حية وستظل حية إلى الأبد برأس الكنيسة هو رب المجد يسوع المسيح أيضا بكنوزها من التعاليم  وسحابة الشهود هم الشهداء والقديسين أيضا بأبنائها المخلصين المجاهدين بالإيمان العامل بمحبتهم في الملك المسيح هو القائل (أبواب الجحيم لن تقوى عليها)(مت16 : 18 )،وخلاصة القول يجب على أبناء الكنيسة التحلي بالمحبة وإنكار الذات والبذل والعطاء إلى أن يأتي رب المجد لتكون عروس مهيأة لعريسها رب المجد إلهنا الصالح قادر أن يحفظ بيعته بسلام في كل زمان ومكان من ألان والى الأبد أمين .                           


                                                                           بقلم : جورج عوض
        
     
    

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

هذه ساعتكم....... اعداد جورج عوض

"هذه ساعتكم وسلطان الظلمة "
قال السيد المسيح له المجد هذه العبارة لمن جاءوا يقبضون عليه في بستان
جييسماني بعد ان سلمه يهوذا الخائن بثلاثين من الفضة .حيث قال لهم
(ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه.كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي.
إذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا عليّ الأيادي.
ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة
حقا لقد كانت ساعتهم ساعة الشر والظلم ساعة ضياع ساعة تحول فيها البرئ إلي مذنب وتحول فيه الذي لم يوجد في فمه غش إلي فاعل إثم !
إنها ساعة الشر وسلطان الظلمة
لقد كان وقت كئيب اعتقد الشيطان أن سيطر علي الأمور وبمعاونيه وتلاميذه ظن انه انتصر عندما حرك أتباعه ببراعة للتخلص من السيد المسيح له المجد فدبروا له المكائد حتى ذهبوا ليقبضوا عليهم كلص كما قال رب المجد .
أنها ساعة الأشرار وسلطان  الظلمة سلطان الظلمة هو الشيطان وأيضا الأشرار والذي أعمالهم أيضا أعمال شريرة كل أعمالهم في الخفاء وفي الظلام وكما قال رب المجد  أحبوا الناس الظلمة أكثر من النور لان أعمالهم كانت شريرة يو19:3
ساعة الظلمة هذه التي عاشها السيد المسيح له المجد وتحمل الظلم والاهانة واللطم والضرب والعار تحمل الآلام والصليب حتى الموت ساعة الظلم هذه تكرر أيضا في كل زمان ومكان
تتكرر عندما يشعر الشيطان بالخطر من أعمال النور فيأتي بإتباعه كما جاء بهم من قبل يحاربون أعمال النور يدبرون المكائد ويهيجون الجموع ويعملون ضد أعمال النور وأبناء النور يفترون - يكذبون - يأتون بشهود زور- يظلمون - يحاكمون البرئ ويبرؤن المذنب - يضيعون وينشرون الباطل - يستغلون نفوذهم وقوتهم في تحقيق أهوائهم وإغراضهم الشريرة - يحاربون الرب وكنيسته - ولا مشكلة لديهم أن وصل الأمر لسفك دم برئ لا يهم مادام يرضي أهوائهم وأحقادهم الشريرة ضد .
كثيرا ما عاش المؤمنين باسم المسيح هذه الساعة التي عاشها من قبل ربهم وسيدهم ومازال الكثيرين يعيشون هذه الساعة يعيشون فيها الظلم ويتحملونه صامتين مثل سيدهم .
ولكن هل تستمر ساعة الشر وسلطان الظلمة كثيرا
بالطبع لا وحتى ساعة سلطان الظلمة كانت بتدبير الهي وبسماح منه وحتى لو اعتقد الشيطان أن نجح في تحقيق ما يريده في محاربة ملكوت الله فالله هو المدبر لكل شئ وهو ضابط الكل وكل ما حدث كان يحدث بتدبير الهي لإكمال خطة الخلاص فساعة الظلمة أدت إلي الصليب والصليب كان هو مشتهى الرب وسبب مجيئه حيث خلاص الإنسان من خطيته وهكذا كل ساعة ظلمة يستخدمها الرب لخير كنيسته ولخير المؤمنين باسمه .
ساعة الظلمة مهما طالت فهي ساعة مجرد ساعة يعقبها وقت الخلاص من عند الرب .
ساعة الظلمة انتهت بالصليب والصليب أعقبه مجد القيامة وفرحتها وكانت سبب خلاص للعالم كله ومازلت بهجة وفرح لا يقاس فساعة الظلمة لا تقارن بأبدية فرح القيامة .
وهكذا مهما ظهر الشيطان سلطان الظلمة قوي ومهما حرك من جنوده وأعوانه والمؤمنين باسمه وشن حروب وهاجم المؤمنين فسريعا يظهر ضعفه وتظهر هزيمته النكراء علي الصليب.
فكل ساعة ظلمة يعقبها نور وانتصار للحق
وكل الآلام صليب يعقبها مجد قيامة 
   إعداد : جورج عوض